.. ..
.
.
أمَا تَكِلُّ .. أمْوَاجُ البَحْرِ .. مِنَ المَدِّ وَالجَزْر
أمَا تَمِلُّ .. رِمَالُ شُطْئَانِهِ .. مِنَ اجْتِيَاحِ المَوْجِ لَهَا .. المُسْتَمِر
وَلِمَاذَا يَعِيْشَانِ فِيْ صِرَاع ؟
أمَا آنَ الأوَانُ لأنْ .. يَكُوْنَا حَبِيْبَيْنِ .. وَأكْثَرَ مِنْ صَدِيْقَيْن ؟
.. ..
وَلِمَاذَا تَجْرِيْ السُحُبُ .. بِهَذِهِ السُرْعَة .. وَكَأنَّهَا تُسَابِقُ السَّاعَة
أتُحَاوِلُ الهَرَبَ مِنْ مَاضِيْهَا .. أمْ أنَّهَا فِيْ شَوْقٍ لِـ آتِيْهَا .. أمْ أنَّ هُنَاكَ مَنْ يُطَارِدُهَا
وَلَكِنْ .. مَا أوْسَعَ السَمَاءَ .. لِتَخْتَبِئَ فِيْهَا
.. ..
ومَالِي أرَى طَائِرَ النَّوْرَسِ .. يَتَحَسَّسُ بِجَنَاحَيْهِ المَاءَ .. وَيَتَلَمَّسْ ؟!
أمَلَّ وَضَاقَ .. بـ عَيْشِ الآفَاقِ هُنَاك
وَيَرْغَبُ فِيْ أنْ يُجَرِّبَ .. حَيَاةَ الأسْمَاك ؟
لَيْسَ بَنَوْ الإنْسَانِ إذَنْ وَحْدَهُمْ .. مَنْ يَمِلُّوْنَ أدْوَارَهُم
.. ..
وأنْتَ أيُّهَا البَحْرُ .. أفِيْكَ مَنْ يَحْفَظُ السِّرَ .. فَـ أحْكِي لَكَ عَنْ قِصَّةِ أسْر
لَهَا أوَّلٌ وَلَيْسَ لَهَا آخِر .. ويُطَارِدُ فِيْهَا الأسِيْرُ الآسِر
إسْمَعْ إذَنْ .. لِتَرَى عَجَبَاً
.. ..
.
.. ..
أحْيَانَاً .. لا أسْتَطِيْعُ أنْ أُوْقِفَ زَحْفَ دُمُوْعِي .. أمَامَهَا
أُقَاوِمُ وَأبْحَثُ عَنْ أيِّ طَرِيْقَةٍ .. لِـ أمْنَعَ حُدُوْثَ ذَلِك
تَارَةً أُغْمِضُ عَيْنِي .. وأشُدُّ أجْفَانِي تَارَة
وَتَارَةً أُخْرَى .. أُحَاوِلُ التَّفْكِيْرَ بِأيِّ أمْرٍ آخَر
وَلَكِنَّهَا رُغْمَاً عَنِّي .. تَتَحَجَّرُ ثُمَّ تَتَحَدَّرُ .. فَـ تَتَهَادَى عَلَى خَدِّي
أَشِيْحُ بِوَجْهِي .. بَعِيْدَاً عَنْ نَاظِرَيْهَا .. حَتَّى أتَمَكَّنُ مِنْ لَمْلَمَتِهَا
لِأعُوْدَ إلَيْهَا بَاسِمَاً .. وَكَأنَّ شَيْئَاً لَمْ يَكُنْ
وَلَكَمْ تَمَنَّيْتُ لَوْ أنَّهَا .. لاحَظَتْ مَا جَرَى
وَامْتَدَتْ يَدَاهَا إلَى وَجْنَتَيَّ .. وَجَلَتْ بِحَنَانِهَا الجَوَى
لِتُحِيْلَ المُنَى .. إلى عِتَابٍ وَنَجْوَى
كَيْفَ لَمْ تَلْحَظْ ذلك ؟ .. كَيْفَ لَمْ تَشْعُرْ بَأنَّنِي مَسَحْتُ أدْمُعِي ؟ .. فَأعَاتِبُهَا !!
وَكَيْفَ لِيْ أنْ أعَاتِبَهَا .. لأنَّهَا لَمْ تُلاحِظْ !!
.
.
وَأنَا أتَعَمَّدُ إخْفَاءَهَا .. عَنْهَا ؟!
.. ..
.
تِلْكَ هِيَ صُوْرَة .. وَإلَيْكَ أُخْرَى
.
.. ..
كُلَمَا اشْتَدَّ عَلَيَّ الجَوَى .. وَارْتَدَّ عَنِّيَّ الكَرَى .. وَاسْتَبَدَّ بِيَ الهَوَى
هَرَعْتُ إلَى الطَرِيْقِ .. وَرَسَمْتُ قَلْبِي بِـ ( الطَبْشُوْرِ ) .. عَلَى قَارِعَتِه
وَتَأمَّلْتُ جَمَالَهُ .. عَلَى سَوَادِ الأرْضِ .. بِلَوْنِهِ الأبْيَض
أرْسُمُهُ .. وَأتَأمَّلُهْ .. وَأتَّخِذُ لِنَفْسِي مُتَّكَئَاً بَعِيْداً .. هُنَاكَ أرْقُبُه
وَكُلَّمَا وَطَأتْهُ .. أقْدَامُ المَارَّة
شَعَرْتُ بِوَخْزِ سَهْمٍ .. وَعَظِيْمِ ألَم
وَسَمِعْتُ صَدَى صَرَخَاتِيَ .. المَكْلُوْمَةِ المَكْتُوْمَة
وَكُلَّمَا بَهَتَ لَوْنُه .. قُمْتُ مِنْ مَكَانِي .. وَأعَدْتُ رَسْمَه
لِيَتَكَرَّرَ الوَخْزُ وَالصَّدَى .. وَلأزِيْدَ فِيْ ألَمِه
.. ..
.
.
غَبَاءٌ هُوَ مَا أفْعَلُه
.
.
وَلَكِنَّهُ لَيْسَ أكْثَرُ غَبَاءَاً .. وَأشَدُّ إيْلامَاً .. مِنْ تَسْلِيْمِ قَلْبِي إلَيْه
.
.
.. ..