[center]في مجتمع مثل المجتمع اللبناني حيث يهتم الجميع ولا سيما النساء بشكلهم الخارجي اصبح اللجوء الى جراحة التجميل اكثر سهولة وشيوعا حتى ان البعض بات يعتبره "من الضروريات". ويحتل لبنان المرتبة 24 عالميا من حيث عدد عمليات التجميل التي تجرى فيه سنويا
ويقول اطباء ان اكثر ما تقبل عليه اللبنانيات هو الثدي الكبير والانف الصغير والشفاه الممتلئة. وتلهث النساء وراء هذه العمليات اما لزيادة جمالهن أو للتشبه بالفنانات بعد ان اصبح الخضوع لهذه العمليات امرا مقبولا في المجتمع. وكل المطلوب منهن هو أن يحددن صفات معينة لجراح التجميل الذي اصبحت مهنته تدر الكثير من الربح حيث يجري عملية واحدة على الاقل يوميا.
وتتكلف عملية تصغير الانف نحو 1500 دولار في حالة التخدير الموضعي اما اذا كان التخدير كاملا فتتكلف زهاء 3000 دولار. وتصل تكلفة عملية ملء الشفاه الى 300 دولار اما شد الوجه فتكلف المريض نحو 7000 دولار. وتتكلف عملية تكبير الثدي نحو 3000 دولار في حين تكلف عملية شفط الدهون حوالي 500 دولار.
وقال جراح التجميل اللبناني بول عودي لرويترز "لاحظنا زيادة في عمليات التجميل في لبنان في السنوات الاخيرة. هناك عدة اسباب لهذه الزيادة. اولا هناك سبب التطور في المجتمع والعقلية اللبنانية كما هو الحال في كل العالم ولكن خصوصا في لبنان".
وتابع عودي "ليس من المعيب الان اجراء اي عملية تجميل في لبنان. يعني اذا كان الانسان منزعجا من اي شيء في وجهه او جسمه يلجأ الى العمليات التجميلية لتصحيح هذا الشيء".
وعلى سبيل المثال كانت المغنية ميسم نحاس سعيدة بأن تذكر أنها خضعت لعملية تجميل لتكبير الثدي وملء الشفاه قائلة ان عالم الموسيقى لا يقبل بالملامح العادية. وتضيف ان اي شخصية مشهورة يجب ان تبدو مثالية في شكلها لان اعين الجمهور تبحث عن الافضل والاجمل.
وقالت ميسم "الفنانات الان كلهن جميلات واصبح الوضع مثل مباراة في الجمال. لا اعتقد ان هذا لوحده سيكون جوازا لنجاح الانسان. فالمهارة مهمة جدا لان عين الانسان سواء كان في مجال الفن او في اي مجال ثان لا تقبل اي شيء غلط. اي سيدة مجتمع او امرأة او فتاة جامعة لم تعد تقبل بأي خطأ فيها".
ويقول أطباء ان النساء يشكلن نحو 88 في المئة ممن يخضعون لعمليات تجميل في لبنان حيث يطلبن تغيير ملامحهن واجسادهن. وشجع نجاح عمليات التجميل وما تسفر عنه من نتائج جيدة اعدادا اكبر من اللبنانيين على أن يضعوا مصير شكلهم في ايدي جراح التجميل.
ومع ذلك يشكو بعض النساء من ان انتشار عمليات التجميل في لبنان جعل الشابات متشابهات في الشكل. وتقول هيلدا حبيش التي أجرت عملية تجميل رفضت تحديدها "عمليات التجميل مهمة جدا في حال كان الانسان بحاجة اليها. لكن في لبنان الكثير من الفتيات الجميلات يلجأن الى عمليات التجميل لدرجة انهن اصبحن يشبهن بعضهن بعضا. وهذا شيء مزعج قليلا".
لم يكن المجتمع اللبناني في البداية يقبل جراحة التجميل بسهولة وكان من يخضع لها ينفي ذلك بشدة. اما الان فالجميع ينظرون اليها نظرة مختلفة في لبنان حيث اصبحت تدريجيا امرا مقبولا للكثير من اللبنانيين.
يقول عودي "في فترة السبعينات عندما كانت فتاة تريد اجراء عملية لانفها كانت تتخبأ في البيت لاسبوعين وتقول انها وقعت على الدرج. اما الان فيجرون عملية التجميل ويخرجون في اليوم ذاته ليتباهوا بالعملية".[/center]